ليلاه
ما زالت تحثني على الوقوف .كنت شريكها في نصف الطريق .عبدت نصفه الآخر بدموع عينيها .وما إن أنتهت الحرب حتى تكورت فوق رؤوسنا الشمس .ونزع الارخيبل ثوبه الاسود .كانت تقول لي .آه يا ولدي .كم من الحكايا كنت سأسحبها من الذاكرة و أعطيها لك على طبق من سعف النخيل ..قلت لا فائدة الان جن الليل يا مرضعتي .عما قريب تعد العرافة مندلها.لا أحبها ولا تحبني .تقول عني أنني من بقايا الدولة الفاطمية .وانت تقولين لي دائما ان فاطمة أبنة جدي واخرى تجاورني .واخرى تكرهني ..كم من المرات يمكنني ان أسامح ..؟
عند الغروب فرشت العرافة مفرشها تحت شجرة التوت .الشجرة في مواجهة البوابة .البيت يقع
خلفها ..القرية كلها تنام خلفها .اشعلت النار بعثرت .الفاسوخ فعبق المكان .هربت قطة كانت تنام في الجوار .تقرعت العرافة ثلاثة مرات .لم يسعفها أعوانها .ربتت على كتفي.هل ترى أحلام مزعجة .؟ قلت لا أر إلا الريس سليمان .رأيته مرة يجلس على شفى جرف هار.ومن تحته كانت قوافل النمل.وفي الاثناء مر (بالمرة) موكب النمل الملكي.كانت تفاصيل المواكب مزعجة بالنسبة لي .وجدتني أقف وأدلق الماء على رتل الريس سليمان فغرق على الفور .وأنا وجدتني أعود من طريق الشرق .حيث كانت امي تقلع القعمول ..ستكون العودة قريبة ..
العرافة تشبه ليلى التى غار منها القمر .عينيها واسعتان جميلتات .كلاهما مجرة .تفيض منهما غرائز السلطة .كان الحكام يجلسون على القطن الناعم.كانت خلفهم خريطة صغيرة لوطن كبير .لم تحدثني العرافة عن شئ عنها .كانت تصر فقط ..هل انا حقا أشبه ليلى ..لم أقل لها شئ وعندما إلتفتت وهي قبالتي قالت وهؤلاء هل هم معكم... فقلت هؤلاء كل يغني على ليلاه....
تكرهني العرافة ويكرهني المندل.. أرادت ان تستميلني .فقاالت .ستركب ظهر الجبل ..لن يصل اليك احد ..ستمسك زمان القبيلة .وجواريك يقصصن عليك الحكايا الف ليلة .ولن تحرقك الشمس ..كما أحرقتك اول مرة ..وسيعلم الظالمون اي منقلب ينقلبون ...
على غالب الترهوني
بقلمي
labada-website
صحة ثقافة-فـن- نجوم -جمال -خواطر-شعر